لماذا لا نستطيع رؤية الله؟؟
وكيف تقولين أنه يرانا ونحن لا نراه؟
أين يذهب جدي بعد موته؟؟ولماذا لا نذهب لرؤيته؟
لماذا ينام والدي في غرفة نومك وهو أكبر مني سنا؟؟
تساؤلات كثيرة يطرحها الأطفال على والديهم وذويهم تعبر عن رغبتهم في معرفة ما يدور حولهم.. وقد تكون ناجمة عن حب الاستطلاع أو الرغبة في إثبات الذات ولفت الانتباه لمن حوله في أنه أصبح كبيرا قادرا على السؤال والكلام..
أسئلة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار وألا تقابل بالتهرب وإسكات الطفل أو نهره عن الاستفسار الذي بدوره يحبط الطفل ويهز من شخصيته ويحط من ثقته بنفسه..
وتكثر أسئلة الطفل عادة بين عمر السنتين إلى حدود السبع سنوات تقريبا..ففي هذه المرحلة العمرية نرى الطفل يسأل عن كل شيء.. وقد نراه يكرر نفس الأسئلة عدة مرات حتى يتمكن من ثبات المعلومة في ذهنه الصغير...
ومن الطبيعي أن يسأل الطفل أسئلة محرجة ومربكة.. وصعبة أحيانا.. وقد تكون أقرب إلى الألغاز ولا ترد إلى أذهاننا..ولكن واجب الآباء والمربين أن يضعوا هذه الأسئلة موضع الاهتمام ..وأن يجيبوا عليهم بعبارات مبسطة صادقة بعيدة كل البعد عن الكذب والاختلاق حتى يشب الطفل على الصدق في كل شيء..
وجميل عندما يسأل الطفل والديه عن شيء ما أن يسأله الوالدان عن رأيه في نفس السؤال ليتمكنوا من مدى معرفته وثقافته وأن يجيبوا عليه بعد ذلك بالقصير والصحيح من الإجابات التي تتناسب مع عمره.
ويستحسن حين يجهل الولدان الإجابة على سؤال ما .. أن يعترفوا بجهلهم ويعدوا الطفل بالبحث والسؤال عنها..كما يجب علينا ألا نمتنع عن الإجابة عن الأسئلة المحرجة وأن نصوغ إجاباتها بأسلوب مبسط مفهوم.. وأن نطلب من الطفل تأجيل مثل هذه الأسئلة لحين يكبر ويستطيع فهمها بشكل أفضل..
وبصفة عامة ينبغي ألا نشعر الطفل أنه أخطأ عندما سأل..أو أن نشعره بأن أسئلته لا داعي لها..لأن وعيه وثقته بنفسه تتفتح من خلال أسئلته الكثيرة..
وعلينا أيضا ألا نمل من كثرة أسئلتهم وتكرارها.. فقد أثبتت الدراسات أن كثرة الأسئلة التي يسألها الطفل ونوعيتها تدل على ذكاءه وهي نتاج تأمل الطفل فيما حوله..
ويجب أن نعلم جميعا أن هذه الأسئلة هي الطريق لعلاقة سليمة بين الطفل ووالديه وبينه وبين العالم من حوله فيما بعد
وينبغي علينا الاستعانة بالكتب ومواقع تربية الأطفال التي تساعدنا على الإجابة على أسئلتهم الصعبة والمحرجة بأسلوب مبسط يناسب عقولهم الصغيرة..ومحاولة ملء فراغهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.